الثلاثاء، 23 مارس 2010

المتحولون


منذ ذلك الحين ...أصبح خطر الإنقراض يهدد الجنس البشري , فقد تحولت طائفة من بنو البشر إلى آلات , مجرد آلات منظمة , تعيش في نظام وتساهم في عملية الإنتاج . ولكن هذه الطائفة لم تكن تمثل إلا خمس سكان العالم ... أما السواد الأعظم , سكان العالم الثالث , فقد تحول معظمهم إلى كائنات غريبة , اختلف العلماء في تحليل تركيبتها السيكولوجية , ولكنهم أجمعوا أنها نوع من الثديات ... ببساطة فقد تحولوا إلى حيوانات , مجرد كائنات تعيش لإشباع غرائزها الحيوانية فقط , وقد كانت تحكمهم شريعة الغاب , فهى الدستور الرسمي المنظم لحياتهم اليومية و كان البقاء للأقوى فقط ...ومع إجماع العلماء على كونهم نوع من الحيوانات فقد ظلت مفارقات كبرى تشكك في صحة هذا الوصف, فالحيوانات تعيش في تناغم مع الطبيعة و في توازن مع البيئة المحيطة ... أما هذه الكائنات , فقد كانت تنتقل من منطقة إلى آخرى , تتكاثر وتتكاثر حتى تستهلك كل الموارد الطبيعية مما يجعل سبيلها الوحيد على مواصلة الحياة , هى اللإنتقال إلى منطقة آخرى .
ومع الدراسة العميقة لتلك الكائنات, وجد العلماء أن هناك نوع من المخلوقات يتبع نفس النمط في الحياة .... إنها الفيروسات .


السبت، 20 مارس 2010

بلاد ما وراء النهر


يحكى أنه في زمان ما , عندما أشتدت وطأة الحياة , وخاصة على هذه الفئة التي تسمى الشباب , التي باتت حالهم أسود من الهباب ...عندما آلت الأحـلام إلى التلاشي , و آلت الآمـال إلـى التناسي . فقد كان شباب هذا الزمان بالرغم من سنهم الصغيرة , يعيشون في دوامة كبيرة , أصبحت مهمة الخروج منها شبه مستحيلة . إنه ذلك الجيل الذى تربى على هذا الجهاز , يشاهدون من خلاله أمجاد أمتهم السابقة ... فيشعرون بالإعتزاز . لقد قيل لهم أنهم في يوم من الأيام , سوف يصيرون أطباء ومهندسين وأصحاب مهام , فقط بالعمل والإصرار والقليل من الأحلام , ولكن مع مرور الأيام أخذوا يستوعبون الحقيقة ببطء شديد ... فقد أدركوا أنهم يحاولون الخروج من متاهة شديدة التعقيد , فبالرغم من تخرج معظمهم من كليات تسمى كليات القمة ... أستقبلتهم الدولة بقليل من الهمة , وأدركوا أنهم لا يملكون خيار... إما البقاء و إما الفـــرار .
وفي نهاية المطاف , حدث نوع من الإختلاف , فبعضهم فضل البقاء ... أملاً فى إفاقة الشعب من الإعياء , ولكن معظمهم فضل الفرار , والسفر عبر البحار ... إلى بلاد الغابات والانهار.