الخميس، 3 نوفمبر 2011

الأصبع المفقود


في الذكري الخمسين لثورة لم تكتمل أبداً كانت البلاد تحتفل رسمياً بوهم نصر خادع لم يتحقق , وسمي ذلك اليوم  بيوم الشعب , و أمر الحاكم العسكري الشبيه بكائن منقرض الذي يحكم البلاد منذ فترة ضبابية لم يستطع أحد بذاكرة مثقوبة أن يتذكرها نظراً لطول المدة أن يقام تمثال عملاق على شكل يد لذراع قوية سمي "القبضة" , فكان صرح ضخم مصنوع من معدن كئيب يصور قبضة مشوهة غير مكتملة لذراع حديدية , وكانت تلك القبضة الحديدة المشوهة ينقصها الأصبع الأوسط .


 وأختلف العامة من الشعب على تفسير رمز هذا العمل الفني الجبار , فمنهم من فسر أن اليد هي يد الشعب المكافح الذي أستطاع الصمود ضد الزمن الراكد , ومنهم من فسر القبضة على أنها رمز للتعاون بين الشعب الذي في حقيقة الأمر لم يتعاون إلا على الفرقة ,  ومنهم من فسره أنه رمز للعمل الجاد الذي لم يتحقق أبداً ... ولكن التفسير الأوقع الذي لم يجرؤ أحد على تخيله كى لا يحاكم عسكرياً , أن تلك القبضة الحديدة كانت تمثل الحكم القاسي لعسكريين محنطين لشعب بائس الذي لم ينل شيئاً منذ أن تولى هؤلاء سلطة إنتقالية دامت لعقود ...  سوى ذلك الأصبع المفقود .


هناك تعليق واحد:

  1. ادعوا الله ان لا تكون هذه هي الحقيقة وأتمسك بالامل في غد أفضل

    ردحذف