الخميس، 27 أكتوبر 2011

الموت ببراز الطيور


أنه عصر التقدم العلمي لا شك , فبعد ان أستطاع ذلك المجلس المكون من عسكريين محصنين ضد الموت من الحكم لسنين طويلة منذ أن تولوا إدارة البلاد بعد نصف ثورة قام بها شباب واعد من شعب يائس , نجح العسكريين في الأخير في ترويض الطبيعة والتغلب على قوانينها العنيدة.

في البداية الأمر , بعد أن أنطلقت شرارة النصف ثورة أستطاع بعض الشباب أن يعلنوا التحدي ضد تيار شعبي عارم من الجهل و أقنعوا القوم بأن الموت في سبيل الحرية أثمن من حياة في قطيع الخراف ذاك , ولكن الشعب الجائع الذي يعشق الإستقرار قد شرع إلى الفرار فلم يستطع التكيف مع الوضع الجديد الذي أصبح شديد التعقيد , فقد تطلب الأمر إلى بذل الكثير من الجهد و الكثير من التضحيات , فسخط هؤلاء القوم على ما تم إنجازه حتى ذلك الحين, وتمنوا الرجوع إلى العصر البائد و العيش في مستنقعات القذارة كالعبيد ... حيث الإستقرار قابع بمذاقه الفريد .

ومرت السنين , ولم يكن ذلك المجلس بغريب عن رغبات ذلك الشعب المسكين فقد علم أن الخطوة الأولى للسيطرة على قطيع الخراف من جديد هي توفير الطعام لهم بصورة مستمرة وحل مشكلة الغذاء , ومن ثم أخذت المختبرات العسكرية التى تنتنج أخطر أنواع الأسلحة المدمرة على إنتاج جيل جديد من الطيورالتى تم تهجينها حتى أصبحت بحجم مبنى عملاق , فكانت الدجاجة الواحدة تكفي لإطعام مئات الأشخاص, و أستطاع المجلس حل مشكلة الجوع ...و أصبح هؤلاء العسكريين ...  أبطال خالدين ... كأسطورة التنين .

فرح الشعب بالنتائج المبهرة , وشكروا الخالق على نعمة العقل الذي منعهم من الإنصياع لخرافات شباب بائس يسعى وراء المجد , ولكن لم يدم الإستقرار طويلاً , فعلى العكس إزدادت معدلات الوفاة في قطيع الشعب الهائج ولم يكن ذلك بفعل وباء غامض أو مرض لعين أو طبيعة ساخطة أو حتى حرب غشماء ...فعندما حلقت الكائنات المهجنة العملاقة في السماء , بدت كانها غربان قاتمة قادمة من القبور... وأخذ نوع جديد من الموت بالظهور ...سُمى الموت ببراز الطيور .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق