الجمعة، 12 أبريل 2013

بطل من ورق ينجو من الغرق



على ظهر السفينة :
-------------------
كان العرف بين الصيادين في تلك الأوقات العصيبة عند نفاذ الطعام لأيام معدودة حتى يصير خطر الموت جوعاً أمراً وشيك الحدوث بأن يلجأوا إلى القرعة التى ستختار الفائز سيئ الحظ والذي سيصبح فيما بعد وجبة طعامهم المقبلة ... ووقع الأختيار على الغلام .

تغلب الغلام على خوفه من الغرق عندما علم بأنه سيلقى حتفه بمصير مختلف ولكنه لم يفقد رابطة جأشه . فبالرغم من أنها رحلته الأولى إلا أنه شعر بأن البحر موطنه الأصلى مما أكسبه المزيد من السكينة , ولكن وقته قد أوشك على النفاذ , فطلب منه أن يتلو صلاته الأخيرة .

أسفل المياه العميقة :
--------------------
أستطاع البطل المصنوع من ورق النجاة من مخالب الغرق , فأشار بأصبعه الأوسط للقاع العميق بعلامة بذيئة وفقاً للفلكلور الشعبي الحالى , وشعر بالغبطة عندما ظن أنه قد أنتصر أخيراً على القدر ... ولكنه لم يكن يعي بأن البحر قد شبع من إلتهام المزيد
 من الحمقى .
 وفوجئ بيد ضخمة تسحبه إلى أعلى فوجد نفسه على مركب صيد مليئة بالصيادين متسخى الملابس شاحبي الوجوه , تتبادل أعينهم نظرات الدهشة بينه وبين غلام صغير قابع في مؤخرة السفينة , فقد كان ذلك الغلام ينظر إلى السماء كأنه يتحدث إلى الخالق .

سيطرت السعادة على البطل المصنوع من ورق حتى أفقدته صوابه وقرر الإبتسام , وشرع يشكر جماعة الصيادين من إنتشاله من قاع اليم , ولكن ما أرتسم على وجوههم لم يبعث عليه بعلامات الطمأنينة , فوفقاً للعرف السائد قرروا أن يخلوا سبيل الغلام , وشرعوا بأعداد العدة للإحتفال بالوليمة الجديدة بعد أحد عشر يوماً من الجوع .

------------------



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق