السبت، 9 مارس 2013

آلة الزمن


لم يستيقظ الرجل الذي فقد ظله
لأنه لم ينم أبداً منذ عدة أيام
فقد هاجمته شبح ذكرى شبه ممحية
عندما تذكر ذلك الغلام
الذي لم يكن يكف عن الإبتسام
أما رأسه فكانت ماكنية تولد الأحلام
وظن أنه كان قاب قوسين أو أدنى
من بلوغ من الكمال
عندما قابل فجأة تلك الفتاة
وتوقف عقله عن الجدال
و أكتشف لاحقاً أنه قد بنى أحلاماً
 كقصور من الرمال
على شاطئ مهجور
 تهرب منه الطيور
عندما طرق طارق جديد
فقد فارقة حبه الوحيد
هل أخطأت آلة الزمن ..؟
 أم حدث خلل في العملية ...؟
هل بات المستقبل مشوهاً ... ؟
كمسرحية هزلية
تعرض بدون جمهور
تتحدث عن القبور
والحياة الأبدية ...
ومنذ ذلك اليوم لم تعد الحياة كالسابق
فقد تجنب الأخلاط بالواقع بشكل غير لائق
وفقد اهتمامه بالعالم الخارجى
حيث موسم التزاوج و جمع المال ومنازلة الأنذال 
وفي اليوم الذى قرر الخروج من كهفه مرة آخرى
في محاولة فاشلة لإصلاح ما أفسدته آلة الزمن
مشى فى طريق مظلم ذو إضاءة خافتة
فلم يستطيع تميز الالون
لأنها أصبحت كلها باهتة
ولكنه بدأ حالة من التمرد
حتى فقد معانى الأشياء
أما رحلة البحث عن الحقيقة
فكانت هى أصل الوباء
أصيب بها كل من حاول الخروج
كحصان غير مرود في متاهة متشابكة
يسرح بلا سروج ...
ولكنه لم يدرك حقيقة الأمور
فأصابته الدنيا بمزيج من الفتور
و أكتشف أيضاً أنه قد فقد الكثير
من حطام الدنيا الوفير
وأكتشف أخيراً أنه قد فقد ظله
و بعد عدة أستشارات مطولة
مع أكبر من أمتهن الطب فى البلاد
لم تفلح أكثر العقاقير فعالية
من أن تجلي بصيرته من السواد
فتوقف عن محولاته اليائسة
حتى قرر السقوط من أعلى اليابسة
إلى هوة عميقة مددبة الصخور
كطائر ضعيف تتربص به النسور
وظن أنه عقد صفقة ناجحة مع النسيان
ولكنه في واقع الأمر سقط في فوهة بركان
لأنه  تم خداعه مرة آخرى
عندها عطبت تماماً آلة الزمن
وتوقفت الدائرة عن الدوران
لقد عقد صفقته الأخيرة ...
 عقدها مع الشيطان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق