السبت، 14 مايو 2011

مملكة النمل



أنطلقت أسراب من النمل تقطع الشارع المقابل الذى يسير فيه الصراصير كبيرة الحجم , والتى تكدست عند مرور الفوج الأول, حتى أتيحت لهم فرصةً آخرى بعد أن أضاء أحد ما ضوء شمعة خضراء.


 تنوعت أشكال الصراصير ما بين ذات اللون الواحد والآخرى صاحبة المكعبات البيضاء والسوداء المتداخلة والتى يميزها شئ ما في مقدمة رؤسها , تتوقف هذه الصراصير لإخطاف بعض النمل البائس المنتظر في يأس كأنه يريد أن يلقي بنفسه تحت أقدام هذه الصراصيرالمسرعة كي يخفف عن نفسه وطأة الإنتظار, فكانت فلسفته في الحياة أن إنتظار الموت أسوء من الموت نفسه .


عبرت النملة ذات الشوارب الكثيفة مع السرب الذي يعبر الطريق فأتجهوا بالكامل تجاه ملكة النمل ذات المنظر البديع المميز صاحبة التاج الذهبي , تتبعوا خطواتها وهم في حالة من التنويم المغناطيسي وكانت ملامح الذهول والإعجاب مرتسمة على الوجوه كأنها لعنة ما أصابتهم . أما النملة ذات الشوارب الكثيفة أدركت خطر الإنسياق وراء هؤلاء الحمقى السائرون نايماً , وأدركت أيضاً مدى خطورة ملكة النمل وتأثيرها القاتل على العقول , فهمت بالإختباء في جحر من الجحور تراقب الموقف عن كثب , وسرعان ما أدركت أنها تختبأ في الموقع الخاطئ عندما سمعت صوت السحالي القادمة بسرعة مفرطة من خلال هذه الجحور المظلمة والتى كانت في منتصف طريقها تماماً , ولكن شاء القدر أن تبقى على قيد الحياة , فمرت السحالى بسلام .

خرجت النملة ذات الشوارب الكثيفة إلى الشارع مرة آخرى وقررت أن لا تبدى لملكة النمل إنتباهاً كأنها أحدى الصخور كئيبة المنظر القابعة وسط الطريق , أنتظرت ملكة النمل وخلفها مجموعة كبيرة من النمل المسير الذى تم السيطرة عليه تماماً وكانت الملكة في حالة من الزهو والإعجاب المفرط بجمالها الذي لم يسبق له مثيل , وحدث ما لم يكن في الحسبان إذ وقعت عيناها الساحرتين على النملة ذات الشوارب الكثيفة , ولكن الآخرى لم تبدى أى أهتمام و تظاهرت بالامبالاة مما جعل ملكة النمل تنطلق مبتعدة عن الطريق في إتجاه الجهة المقابلة حيث وقفت النملة ذات الشوارب التى تحاول جاهدة عدم الأكتراث ,أسرعت ملكة النمل الخطى تجاه النملة ذات الشوارب حتى كادت أن يسحقها بعض الصراصير المسرعة.

  
نجحت الملكة أخيراً في الوصول إليها وهى فى حالة ممزوجة من الضعف والإعجاب والإنبهار بهذه النملة . لم تبد النملة ذات الشوارب أى أهتمام بالملكة ونظرت في الإتجاه الآخر إلى مجموعة النمل الذاهلة المأسورة بسحر الملكة اللعين , حيث وقوفوا جميعاً دون حراك في قارعة الطريق , وسمعت أصوات تهشمهم تحت الصراصير العابرة القاسية , ولم يعد احد منهم على قيد الحياة , اما ملكة النمل حاولت أن تجذب أنتباهه في يأس , ولكنه ألتفت إليها في الأخير , فقالت الملكة : سيدي الملك ,هل يمكنك مساعدتى في حمل هذا العبء الثقيل و أشارت إلى تاجها الذهبى.  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق