الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

عندما أراد الملك رفيع الشأن الطيران


ألقى الملك عظيم الشأن جميع علماء عصره في سجن حجري كئيب لأنهم ساهموا بنشر نوع من البلبلة مع كل إكتشاف علمي جديد فحكموا بتهمة زعزعة الإستقرار التى كانت بمثابة تهمة الخيانة العظمى في عصور مضت.

كان الملك رفيع الشأن مغرم بفكرة الطيران لدرجة أفقدته فيها حكمته عندما قرر تغيير وسيلة الإعدام من الموت شنقاً إلى القذف من أعلى الجبل , وأنتهى به المطاف بأنه تأكد تماماً من عدم إستطاعة بنو البشر على الطيران , وقرر أن يسلك مسالك آخرى .

بعدما نجح الملك بالقضاء على كل الجواسيس الذين هددوا هيبة الدولة , أستجوب الملك رفيع الشأن طائر أبيض اللون ضعيف الجسم بعدما تم سجنه في قفص مظلم تغزوه الرطوبة لإجباره على الإعتراف بسر قدرته على الطيران , فلم يفلح معه الملك و أمر بإلقاءه في قدر مغلى حتى يستسلم ويبدأ بالإفصاح عن سر قد حيره  لسنوات عديدة حتى تساقط شعر رأسه المربعة .

لفظ الطائر الضعيف أنفاسه الأخيرة بعد ما تم إلقاءه في القدر مباشرة ولم يلفظ بأدنى شيئ إلا ببعض الصيحات المتألمة , فجن جنون الملك و أمر بجلب كبير علماء المملكة من السجن المشدد و إجباره على تفسير سر الطيران العجيب .

بالرغم من كونه ميتاً أكثر من كونه حياً , أستجمع كبير علماء المملكة قواه ليقف صلباً في وجه ذلك الملك المتغطرس عندما أمره الملك بتفسير تلك الظاهرة العجيبة , فأستطرد كبير العلماء قائلاً: " أن الأمر بغاية البساطة  كى تتمكن من الطيران فعليك أن تؤمن بأن الله قد خلق لك أجنحةً بدلاً من الأذرع ".

 فأقبل الملك متسائلاً :" وكيف أؤمن بأني أمتلك أجنحة ؟"

 فأقبل كبير العلماء على فتح نافذة من نوافذ القاعة و أكمل : "كل ما عليك هو الوقوف بالقرب من النافذة والتأمل إلى السماء عنئذ ستحلق بلا قيود".

 شكك الملك من صحة تفسير كبير العلماء ولكنه قرر أخيراً بأن يحاول , وعندما وقف تجاه النافذة و نظر للسماء , باغته كبير العلماء بسرقة خنرجه الذهبى وقطع به عنق الملك الذي نما له جناحين أسودين وطار يتفقد السماء البعيدة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق