الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

رسالة الإستغاثة الأولى بعدما توقفت الآلة عن العمل


لقد أصبحنا عالقين في معدة تلك الآلة الكريهة التى بدأت تنزف حتى الموت دماً أسود اللون نافذ الرائحة , ولم يتبقى لنا طعام بعد أن فسد معظمه بعد تخزينه لسنين طويلة دون دافع أساسي سوى هزيمة شبح الجوع هزيمة ساحقة , ولكن سرعان ما تبدلت الأمور فأنتهى بنا المطاف بأن الأشياء التى كنا نمتلكها في وقت مضى , باتت تمتلكنا بالكامل وصارت تلتهم أرواحنا في نهم .
وزاد الأمر بلة عندما رفضت الأرض أن تعطينا المزيد , فكان السبيل الوحيد المتاح للإستمرار هو التهام بعضنا البعض . ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد , فبدأ البرد يزحف في بطء معلنا ً نهاية حقبة زمنية مشوهة قد ساد فيها الإنسان , و قرر أن يتغذى على أطرافنا بعدما نفذت كل وسائل التدفئة , فلم تعد هناك أشجار لنقتلعها بعد الآن لتكون وقوداً لنار التدفئة , فهربت الطيور من سمائنا , ولكن الشمس لم تجزع وظلت تشرق كل صباح ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق