لقد
أصبحنا عالقين في معدة تلك الآلة الكريهة التى بدأت تنزف حتى الموت دماً أسود
اللون نافذ الرائحة , ولم يتبقى لنا طعام بعد أن فسد معظمه بعد تخزينه
لسنين طويلة دون دافع أساسي سوى هزيمة شبح الجوع هزيمة ساحقة , ولكن سرعان ما
تبدلت الأمور فأنتهى بنا المطاف بأن الأشياء التى كنا نمتلكها في وقت مضى , باتت
تمتلكنا بالكامل وصارت تلتهم أرواحنا في نهم .
وزاد الأمر بلة عندما رفضت الأرض أن تعطينا المزيد , فكان السبيل الوحيد
المتاح للإستمرار هو التهام بعضنا البعض . ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد , فبدأ
البرد يزحف في بطء معلنا ً نهاية حقبة زمنية مشوهة قد ساد فيها الإنسان , و قرر أن
يتغذى على أطرافنا بعدما نفذت كل وسائل التدفئة , فلم تعد هناك أشجار لنقتلعها بعد
الآن لتكون وقوداً لنار التدفئة , فهربت الطيور من سمائنا , ولكن الشمس لم تجزع
وظلت تشرق كل صباح ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق