الخميس، 7 أبريل 2011

الجانب الآخر من النهر


وجد نفسه في هذه الأرض الجافة ذات الأشواك  والنباتات الزابلة , كان منهك القوى حيث تمكنت الآلام من جميع أعضاء جسده المتهالك الذي أصابه الأعياء الشديد , أستجمع قواه وحاول النهوض, فنجح بصعوبة في نهاية المطاف , نظر إلى نفسه و تأمل ثيابه البالية الرثة , كان ظهره منحنياً بشدة بسبب أثقال وأعباء الزمن , أما وجه فكانت تملأه تجاعيد الحياة , وكانت عيناه زابلتين يحيطها السواد من كل جانب .لم تكف يداه و قدماه عن الإرتجاف , أبصر بصعوبة شديدة , فقد كان خائر القوى لدرجة أنه فضل المكوث دون حراك حتى تتعفن جثته, لكنه قاوم و أستجمع قواه مرة آخرى , وعندها ألقى نظرة فاحصة على المكان المحيط , أبصر نهراً أمامه كما أبصر تلال خضراء على الجهة المقابلة من ذلك النهر , أتجهه نحوه فكانت مياهه صافية متلألئة , لقد رأى هذا المشهد عشرات المرات في أحلامه, رأى نفسه عائماً في هذه المياه إلى الجانب الأخر حيث أكتست الأراضى بالون الأخضر ,أما السماء فكانت زرقاء صافية, وكان عبق ورحيق الأزهار يملأ المكان ويشعرك بالسكينة ,أما ألوانها فكانت ساحرة تشعرك بالدفءبمجرد النظر إليها.

عبرأخيراً إلى الجهة المقابلة من النهر و أغتسل من مياهه المتلألة , فعادت معه عافيته و قوته من جديد , لقد زال الألم , توقفت يداه عن الإرتعاش ,زال الشعور بالبرد , أختفت الندوب و الحروق من جميع مواضع جسده , لقد بعث من جديد إلى عالم بلا ألم أو مرض أو برد أو ظلام أو حزن أو هم أو كآبة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق