الثلاثاء، 19 أبريل 2011

الأرواح


سمع صوت قوع أقدام خارج غرفته مصاحب لصوت امرأة تنتحب , تمالكته رعدةً ما , ولكنه تغلب على خوفه وفتح باب الغرفة , وعندها رأى زوجته و ابنته, فخامره ذلك الشعور الذي ينتابك وسط حطام سفينة. تكرر هذا المشهد مراراً في الأيام التالية , فمنذ ذلك الحادث الذي فقد فيه زوجته وابنته أكتسب القدرة على رؤية الأموات , وكان كلما أقترب منهما , مر كأنه طيف ولم يدركا وجوده أبداً , حتى أنه لم يستطع لمسهما كأنهما دخان كوخ محترق .لقد أستمع كل يوم إلى نحيب زوجته وهى محتضنة أبنته الصغيرة , حاول الحديث معها آلاف المرات ولكن دون جدوى كأنه يتحدث ولكن بلا صوت يذكر, مجرد تحريك لشفتيه للأعلى و الأسفل . في النهاية قرر أن يرحل عن ذلك المكان حتى لا تنفلت البقية الباقية من عقله وراء الأوهام . فقرر الذهاب إلى منزل والديه الذان توفيا منذ أعوام .
وصل أمام باب منزل والديه الخشبي , الذي تشقق وأصبح لونه كلون الأبل الصفراء , وقام بتحريك مفتاح ذلك المنزل الذى خلا من أى نشاط بشري لسنين طويلة بعد وفاة والديه, أطلق الباب صوت أستغاثة مكتومة كحيوان يعوي ,و لكنه أحس بالحنين عندما وطأت قدماه باب المنزل, كان البيت غارقاً في بحر من الأتربة , وعندما جلس على الأريكة ليسترح بعض الوقت , لمح شبح أمه وعندها تأكد تماماً من أن قدرته على رؤية الأموات ليست أوهام يصنعها عقله كما ظن, وعندما رأى أمه توقع أن لا تلاحظ وجوده  كما هوالحال مع أبنته وزوجته , ولكن ما حدث كان دون ذلك, لقد رأته أمه وقد علت شفتيها أبتسامة عريضة , وضمته أليها وهى تقول "مرحباً بك في الديار ... متى وصلت ؟ ".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق